WALL-E

إذا كنت قاعد غرقان شويه في أفكاري و فجأه إفتكرت فيلم Wall-E الي إصدرته شركة بيكسار سنة 2008 الفيلم اللطيف الي بيتكلم عن ألي صغير إسمه وولي قدر يطور نوع من مشاعر الحب لأليه إسمها إيف ...

فيلم لطيف مليان بالمشاعر الي تسحر أي حد ...خصوصا لما وولي أنقذ البشريه و كان السبب في رجوعهم الأرض و هزيمة كومبيوتر السفينه الفضائيه الشرير ..

بس خليني أكون صريح معاكم لما عدت مشاهدة الفيلم إكتشفت إن الحقيقه مختلفه تماما ...و إن وولي شرير طبعا الكلام ده وجهة نظري فقط لا غير علشان محدش يزيط عليا ...

في البدايه كده لما نشوف اول نص ساعه من الفيلم هنلاحظ إن وولي هو الالي الوحيد المتبقي من ملايين الاليين الي كانوا المفروض ينضفوا الارض من الزباله و يرجعوا بيئتها الاصليه تاني ... بل كمان هتلاحظ إن وولي تجاوز برمجته الاصليه و بدل ما يتخلص من القمامه كلها بدأ يجمع بقايا و يحتفظ بيها لنفسه بل كمان ظهر وهو بيبدل أجزائه المعطله بأجزاء الاليين الموتي و الي المفترض إنهم أصدقائه ...

طيب خلينا نفكر بالراحه كده ... البشريه سابت الارض للاليين علشان ينضفوها ... الاليين كلهم مبرمجين إنهم ينضفوا الارض بس و كون ألي قدر يتجاوز برمجته و يظهر نوع من العواطف البشريه زي الحب اي أظهره لايف و الي عداها بيه غلط و خطأ كبير بالنسبه لالي ...

يبقي تعالي كده نفكر سوا في السيناريو الي حصل ... الاليين كلهم بيتخلصوا من القمامه و الي واحد تجاوز برمجته و بدأ يحتفظ ببقايا بعيد عن باقي الاليين و بدأ كمان يتطور و يطور مشاعر بشريه و وعي ذاتي بوجوده ...
و من الواضح إن بمرور الزمن ووالي بدأت اجزائه تعطل فقرر علشان يحافظ علي بقائه لمدة 700 سنه إنه يقتل كل الاليين و ياخد أجزائهم أكنه بياكلهم...وولي مجرد سفاح قتل أصدقائه علشان يضمن بقائه ...

طيب بعيدا عن النقطه دي ...

بالنسبه للمشاهد العادي وولي ضحي بنفسه علشان ينقذ إيف و يرجع البشريه للارض و يهزم نظام السفينه الشرير بس بالنسبالي و بالنسبه لنوع تاني من المشاهدين ...

هنشوف الفيلم بطريقه تانيه البشر بعد حروب لالاف السنين و عنصريه و صراع اديان و صراع اجناس و طوائف و خراب و دمار سابوا الارض و عاشوا في سفينه في الفضاء لمدة 700 سنه لغاية لما الاجيال الجديده نفسها معدتش عارفه حاجه اسمها الارض ...

و لما نشوفهم بمنظورنا الحالي هنلاقي إن كل مشاكل البشر المعتاده إختفت خلاص ... مفيش عنصريه او مجاعات او صراع أديان مفيش حروب او دمار ...

بشر عايشين في السما (الجنه) بيستمتعوا بحايتهم و بيخدمهم اليين بدون جوع او مرض او كراهيه ...بشر عايشين كجنس واحد بيستمتعوا بكل حاجه في الحياه ... و الي هي جنه ... بغض النظر عن الكسل الي صابهم هما فعلا كانوا عايشين في جنه ...
ثم ظهر وولي و الي ذرع بذرة المشاعر في إيف و الي بالمناسبه معناها حواء و الي كانت سبب في إن كابتن السفينه يعرف بوجود الارض و يبقي عايز يرجعلها ...

الارض الي هتسبب صراع بقاء بالنسبه للبشر الجداد الارض الي هتسبب صراع موارد بالنسبه للاجيال الجديده من البشر .. بالظبط زي ما ذكر في الاديان الابراهيميه لما الشيطان خدع حواء و الي سبب رغبة أدم في الفاكهه المحرمه ...

وولي ذرع بذرته في إيف و الي سببت رغبة القبطان في ترك جنته و الرجوع للارض و بمجرد ما القبطان أدرك وجود الارض حاول الكومبيوتر يمنعهم لانه عارف إن الارض كانت سبب صراع البشريه علي مدار تاريخ وجودهم و عارف إن حياتهم في السفينه بعيد عنها أفضل بالنسبالهم من الارض ...

و في نهاية الفيلم بعد ما البشريه وصلت للارض رجعوا للعمل و الزراعه و الصيد وبعد ما كانوا منعمين في الجنه وجب عليهم التعب و المرض من جديد زي ما ذكرت الاديان لابراهيميه في نزول البشريه للارض من الجنه ...

و في النهايه زرعت البشريه أول زرعه و الي هتسبب بعد الاف السنين صراعات و ترجع الدايره المفرغه من تاني ... ويبدأ سقوط البشريه من جديد بسبب وولي أو الشيطان ...