للقارئ في أساطير و قصص الأديان الوثنيه و الإبراهيميه هيلاقي مفارقه غريبه جدا ....و هي تشابه قصص بداية الخلق بشكل ما و تشاركها بغض التفاصيل و إختلافها في أخري و كأن كل القصص مصدرها مشترك ...و من الدلائل المذهله في الموضوع ده هي قصة الطوفان و الي تقريبا مفيش شعب الا و قصة الطوفان موجوده في موروثه القديم ... و مفيش دين وثني أو سماوي إلا و بيحكي عن قصة الطوفان الي الاله عاقب البشريه بيه .... مع إختلاف شوية تفاصيل من شعب لأخرمما يحطنا قدام خيارين لحل المفارقه دي ...
إما كارثة الطوفان كانت عالميه و بالتالي كل الشعوب مهما كانت المسافات بينهم حضرتها ...
أو كل الاديان العالميه حتي الوثنيه جايه من مصدر واحد ... الدين الأصل و بمرور الزمن تم تحويره مع اختلافات الشعوب الجغرافيه و الزمنيه ...
طبعت أنا شخصيا بفضل الحل التاني ... لإن التفاصيل الي بتتشاركها القصص بتؤيد فكرة إن مصدرها واحد كتفصيل عقاب الالهه للبشر و نجاة الرجل الصالح نوح و الي اسمه بيختلف من حضاره لتانيه ...
و بردو الحل التاني بيؤيد قصص الاديان الابراهيميه عن إن أول البشر هو أدم عليه الصلاة و السلام ...و تاني نبي او رسول بعده و الي حصل معاه الطوفان هو نوح و بالتالي البشريه تفرعت من أولاده سام و حام و يافث ...
تعالوا بقي أحكيلكم قصة الطوفان عند الإغريق و أوعدك إنك هيحصلك ذهول ....
الفيضان ...
قديما بعد ثورة زيوس و عقاب بروميثيوس كان يوجد رجل اسمه دوكاليون و الذي كان ابن بروميثيوس ... و علي عكس والده لم يكن جبارا عظيما بل كان مجرد بشري و لكنه كان معروفا بأعماله الخيره و اخلاقه العظيمه ... زوجته كانت تدعي بايرا و كانت من اجمل نساء بني البشر ...
بعد عقاب بروميثيوس و اطلاق ما في صندوق باندورا و انتشار الامراض و الشر ... اصبح البشر يقاتلون بعضهم البعض ... الجار يقتل جاره ولا يوجد قانون ولا امن و اصبحت الامور اسواء مما كانت عليه قبل فعلة بروميثيوس و هذا بالظبط ما اراده زيوس ان يصبح العالم اضعف و اكثر شرا كعقاب لبني البشر ... و لكنه لم يستطع تحمل كثرة سفك الدماء و صرخات الضحايا ..
التفت زيوس العظيم لحاشيته
" هؤلاء البشر ... مصدر للمشاكل ... عندما كانوا جيدين و خيريين مع بعضهم البعض .. خشينا ان يكونوا اعظم منا و يدمرونا والان اصبحوا اشرارا و فاسدين و هم اخطر علينا من ذي قبل ... هناك شيء واحد فقط يمكن فعله لتدميرهم جميعا "
جعل السماء تمطر بكثافة كل يوم و كل ليله و طوال الوقت و جعل العواصف تزأر من الغضب و بدأت البحار في ابتلاع اليابسه و لكن رغم ذلك لم يلتفت البشر لما يحدث و استمروا في فسادهم و قتلهم بعضهم البعض ...
و لكن دوكاليون ابن بروميثيوس كان يعلم جيدا ان هذا سيحدث و لم يصيبه الفساد ابدا و قد حظرهم من قبل انهم ان لم يتخلوا عن شرهم فسيصل العالم لنهايته و قد كان كل سنة يذهب لقمة الجبل الضي قيد عليه والده ..
نظر له بروميثيوس بحزن
" ان يوم النهاية قادم ... اليوم الذي سيرسل فيه زيوس الفيضان ليدمر بني البشر ... كن مستعدا يا بني "..
لذا و في وقت الفيضان اخرج دوكاليون القارب الضي كان يبنيه و اخذ معه زوجته و بقيا في القارب ليال طويلة و ايام لا يمكن حصرها الي ان انحصر الفيضان و بدأت قمم الجبال بالظهور مجددا ...
وصل دوكاليون و زوجته لجبل بارناسوس ... ليشاهدوا اليابسه التي كانت مليئة بالشجر و العشب و الزهور الجميله ... لكن دوكاليون و زجته كانوا في حزن عظيم لعلمهم انهم اخر من تبقي من البشر ... مشوا طويلا وحدهم يفكرون فيما سيحدث لهم فهم وحيدان في هذا العالم الواسع .. و لكن فجأة سمعوا صوتا ما خلفهم ليروا رجلا طويلا كان يرتدي زي الملوك و في قدميه خفين ذو اجنحه .. عرفوا وقتها انه ميركري مبعوث زيوس ..
سألهم ميركري
" هل هناك اي شيء تريدون ان تتمنوه ؟ "
رد عليه دوكاليون
" فوق كل شيء نريد ان تمتليء الارض بالبشر مجددا فلا يمكننا ان نبقي وحيدين الي الابد "
رد عليه ميركري
" انزل الي سفح الجبل و انت تسير اري عظام امك خلفك من فوق كتفيك " قالها ثم صعد الي السماء ...
سئلت بايرا زوجها
" ما الذي يعنيه ؟ "
رد عليها دوكاليون متحيرا
" لا اعلم ... و لكن لنفكر للحظه من هي امنا ؟ ... اليست الارض ام كل الكائنات ؟ و ماذا يقصد بعظامها "
قاطعته بايرا
" ربما يقصد صخور الارض... للنزل الي السفح و نرمي الصخور وراء كتفنا "
رد دوكاليون
" انه شيء سخيف لنفعله ... و لكن لما لا ... لنري ما الذي سيحدث "
و بينما هم يسيرون الي سفح الجبل يقذفون الصخور خلفهم حدث شيء عجيب ... الصخور التي رماها دوكاليون تحولت الي رجال بالغين اقوياء و الصخور التي رمتها بايرا تحولت الي نساء بالغات جميلات ... و عندما وصلوا الي السفح وجدوا ورائهم مئات من البشر في خدمتهم ...
هنا اصبح دوكاليون ملكا علي البشر و صنع لهم المنازل و علمهم كيف يصنعون ويزرعون و اصبحت الارض معمرة اكثر مما قبل الفيضان و سمت هذه الارض بهيلاس نسبة لهيلين ابنة دوكاليون و بايرا و التي اصبحت في بعد اليونان ...